تُعتبر لجنة خيرية في الكويت من أبرز المكونات التي تعبّر عن روح التكافل الاجتماعي والتعاون بين أفراد المجتمع حيث تلعب هذه اللجان دورًا إنسانيًا كبيرًا في تقديم المساعدات للمحتاجين داخل الكويت وخارجها وتسعى إلى تلبية احتياجات الأسر المتعففة والأيتام والمرضى من خلال برامج دعم متنوعة تشمل المساعدات الغذائية والمالية والتعليمية والصحية وغيرها من المجالات التي تعزز الاستقرار المجتمعي وتحسّن من جودة حياة الفئات الأقل حظًا
في الكويت تنتشر اللجان الخيرية في جميع المحافظات وغالبًا ما تكون مرتبطة بالجمعيات التعاونية أو المؤسسات الأهلية وتعمل تحت إشراف الجهات الرسمية المختصة مما يمنحها المصداقية والشفافية في العمل وتُعرف هذه اللجان بكونها نقطة تواصل مباشرة بين المتبرعين والمستفيدين حيث تقوم بجمع التبرعات العينية والنقدية وتوجيهها بطريقة منظمة إلى المستحقين بعد دراسة دقيقة للحالات الاجتماعية
من أبرز الأنشطة التي تقوم بها اللجان الخيرية في الكويت تنظيم حملات موسمية مثل توزيع السلال الغذائية في رمضان وكسوة العيد وتوفير المستلزمات المدرسية للطلاب مع بداية العام الدراسي كما تهتم بعض اللجان بتوفير العلاج للمرضى غير القادرين على تغطية تكاليف الرعاية الطبية أو دعم مشاريع صغيرة للأسر المنتجة بهدف مساعدتها على تحقيق الاكتفاء الذاتي وبناء مصدر دخل مستدام
اللجان الخيرية تسهم أيضًا في دعم القضايا الإنسانية خارج الكويت من خلال برامج إغاثية بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات دولية معتمدة حيث تقوم بإرسال مساعدات طبية وغذائية إلى المناطق المتضررة من الحروب أو الكوارث الطبيعية ما يجعل الكويت من الدول الرائدة عالميًا في المجال الإنساني وهذا الدور يعكس القيم المتجذّرة في المجتمع الكويتي وحرصه الدائم على مد يد العون لكل من يحتاج
كما تسعى اللجان الخيرية إلى توسيع نطاق عملها من خلال بيع منتجات خيرية يعود ريعها لدعم مشاريعها الإنسانية حيث تُقام معارض خيرية وأسواق تطوعية يُشارك فيها أفراد المجتمع لشراء منتجات متنوعة يتم تخصيص أرباحها لمساعدة المحتاجين وتُعد هذه المبادرات وسيلة فعالة لزيادة الوعي المجتمعي بأهمية العمل الخيري وتشجيع الناس على التبرع والمشاركة في فعل الخير بطريقة عملية ومستمرة
لجنه خيريه الكويت تمثل نموذجًا يحتذى به في العمل المؤسسي المنظم فهي تجمع بين الجهد التطوعي والإدارة الفعالة وتُسهم في بناء مجتمع متماسك متراحم يقوم على العطاء والبذل دون انتظار مقابل ويزداد تأثيرها عندما يشارك فيها شباب وشابات لديهم الحماس والرغبة في خدمة الآخرين مما يعزز ثقافة العمل الخيري في الأجيال القادمة ويضمن استمراريته في المستقبل